امرأة من ورق ---
اميرة رحال
-----------------
يُمضي الرجال حياتهم كيعاسيب النحل متنقلين من زهرة إلى زهرة ، بينما تقف النساء بصلابة كأزهار الحقول في انتظار المجهول ، فلا يحظين إلا بمن يمتص رحيق قلوبهن ليترَكن بعدها ذابلات ، لكن أيضاً صامدات . لا يقف الرجال طويلاً أمام تلك المحطات التي توشك الكثير من النساء أن يتوقفن فيها مدى الحياة ، فللرجال أجنحة ، لكن للنساء أشرعة أيضاً !.. الحياة الزوجية لا تعدو عن كونها سهرة سينمائية جميلة ، نعم هي أطول بكثير من مجرد فيلم سينمائي ، لكنها أروع من أن توصف خلف شاشة أو عرض على مسرح .. لاتسمحي لأناملك أن تنام دون أن تقوم بزيارة المساء المعتادة على قلبه المفتون بصمت شفتيك وحفيف مشاعرك ، أزهري من جديد على أغصانه ، وتدلَّي مثل فاكهة ناضجة ، ولا تسمحي لتلك العربة الزجاجية التي تجرُّها الخيول بأن تعبر
على كتفيه إلا بعد أن تكوني قد أذقتيه من شهد أنوثتك .. عيشي لحظتك ، لا تبقي واقفة في انتظار المجهول ، تعلمي أن تعومي حين يصبح هذا المخلوق النائم إلى جوارك بحراً ، لا تكوني مثل تلك المرأة التي بقيت أمامي لساعات وهي تكتب كل كلمة أقولها ، وفي نهاية المطاف تسألني : هل سيكون مجدياً أن أجعله يقرأ كل ما كتبته عنك ! .. الحياة الزوجية محطة رائعة من محطات الحياة ، لكنها ليست الحياة بأسرها ، فلا تتعلمي أن تُجَدِّفي بورده حين يكون الموج عالياً ، ولا تستأنسي تلك اللبوة التي تسكنك حين تأتي لحظة الخلوة بأسد ليس له عرين إلا مخدعك ! لا تكوني عدوة نفسك ، ابدئي منذ اللحظة بقراءة الكتاب الذي لا يكتبه البشر بأيديهم ، إنما بقلوبهم .. ماذا لو نفذت أوراق الورد بين يديك ، ولم يبق إلا ذلك الفراغ الذي تخشينه في قلبك ! هل ستبقين كعرافة تقرأ شروق الشمس في كف الليل ؟ .. يحبك ، أو لا يحبك ، ليست هذه هي المشكلة ، فالمشكلة في تلك اللحظات المهدورة بين اثنين لا يعرف أيُُّ منهما كيف يصل إلى الآخر . الحب لغة لا نقرؤها أبداً في كتب العالم ، قد نقرأ عن طقوس الحب وألوانه ودرجاته وصفات الهاربين منه أو الواقعين في شباكه ، أما هو فلا يمكن أن نقرأه إلا في عيون من اختارهم القدر أن يكونوا شركاءنا في الحياة .
1لنساء يبذلن الكثير ، لكنهن أيضاً ينسفن الكثير ، فهل من العدل أن تُشيِّدي قلاعك ، وترفعي أسوارك ، وتبقي الحارس الأمين على باب ذلك الرجل ، ثم تتسللين إلى مخدعه خلسة عن نفسك أو بمعيتها لتغتالي كرامته ، وتقتلي رجولته ، وتحكمي على نفسك بالإعدام هجراً ؟!!! تلك المشاعر التي تحوم حول رأسك ، وتتخلل جسدك ، لم تكن لتأتي لولا أنك وجهت لها دعوة للحضور عبر برقية عاجلة ترسلها النساء عادة حين تخفت لديهن رغبة الاحتفاء بالحب ، فيبحثن عن بديل شرس يستطيع تمزيق قلب الآخر دون أن يلجأ لعملية حسابية مملة أرقامها أوراق الورد !
اميرة رحال
-----------------
يُمضي الرجال حياتهم كيعاسيب النحل متنقلين من زهرة إلى زهرة ، بينما تقف النساء بصلابة كأزهار الحقول في انتظار المجهول ، فلا يحظين إلا بمن يمتص رحيق قلوبهن ليترَكن بعدها ذابلات ، لكن أيضاً صامدات . لا يقف الرجال طويلاً أمام تلك المحطات التي توشك الكثير من النساء أن يتوقفن فيها مدى الحياة ، فللرجال أجنحة ، لكن للنساء أشرعة أيضاً !.. الحياة الزوجية لا تعدو عن كونها سهرة سينمائية جميلة ، نعم هي أطول بكثير من مجرد فيلم سينمائي ، لكنها أروع من أن توصف خلف شاشة أو عرض على مسرح .. لاتسمحي لأناملك أن تنام دون أن تقوم بزيارة المساء المعتادة على قلبه المفتون بصمت شفتيك وحفيف مشاعرك ، أزهري من جديد على أغصانه ، وتدلَّي مثل فاكهة ناضجة ، ولا تسمحي لتلك العربة الزجاجية التي تجرُّها الخيول بأن تعبر
على كتفيه إلا بعد أن تكوني قد أذقتيه من شهد أنوثتك .. عيشي لحظتك ، لا تبقي واقفة في انتظار المجهول ، تعلمي أن تعومي حين يصبح هذا المخلوق النائم إلى جوارك بحراً ، لا تكوني مثل تلك المرأة التي بقيت أمامي لساعات وهي تكتب كل كلمة أقولها ، وفي نهاية المطاف تسألني : هل سيكون مجدياً أن أجعله يقرأ كل ما كتبته عنك ! .. الحياة الزوجية محطة رائعة من محطات الحياة ، لكنها ليست الحياة بأسرها ، فلا تتعلمي أن تُجَدِّفي بورده حين يكون الموج عالياً ، ولا تستأنسي تلك اللبوة التي تسكنك حين تأتي لحظة الخلوة بأسد ليس له عرين إلا مخدعك ! لا تكوني عدوة نفسك ، ابدئي منذ اللحظة بقراءة الكتاب الذي لا يكتبه البشر بأيديهم ، إنما بقلوبهم .. ماذا لو نفذت أوراق الورد بين يديك ، ولم يبق إلا ذلك الفراغ الذي تخشينه في قلبك ! هل ستبقين كعرافة تقرأ شروق الشمس في كف الليل ؟ .. يحبك ، أو لا يحبك ، ليست هذه هي المشكلة ، فالمشكلة في تلك اللحظات المهدورة بين اثنين لا يعرف أيُُّ منهما كيف يصل إلى الآخر . الحب لغة لا نقرؤها أبداً في كتب العالم ، قد نقرأ عن طقوس الحب وألوانه ودرجاته وصفات الهاربين منه أو الواقعين في شباكه ، أما هو فلا يمكن أن نقرأه إلا في عيون من اختارهم القدر أن يكونوا شركاءنا في الحياة .
1لنساء يبذلن الكثير ، لكنهن أيضاً ينسفن الكثير ، فهل من العدل أن تُشيِّدي قلاعك ، وترفعي أسوارك ، وتبقي الحارس الأمين على باب ذلك الرجل ، ثم تتسللين إلى مخدعه خلسة عن نفسك أو بمعيتها لتغتالي كرامته ، وتقتلي رجولته ، وتحكمي على نفسك بالإعدام هجراً ؟!!! تلك المشاعر التي تحوم حول رأسك ، وتتخلل جسدك ، لم تكن لتأتي لولا أنك وجهت لها دعوة للحضور عبر برقية عاجلة ترسلها النساء عادة حين تخفت لديهن رغبة الاحتفاء بالحب ، فيبحثن عن بديل شرس يستطيع تمزيق قلب الآخر دون أن يلجأ لعملية حسابية مملة أرقامها أوراق الورد !
אין תגובות:
הוסף רשומת תגובה