יום שלישי, 8 באוקטובר 2013

قبل ان تطلب حقوقك الزوجية ادني حقي ----- اميرة رحال

قبل ان تطلب حقوقك الزوجية ادني حقي -----
 اميرة رحال
---------------------------
الحياة عبارة عن حب و عطاء بجانب الحقوق ". هذه من كلمات الكاتبة الانجليزية جان ويبستر. فقبل أن تطلب حقوقك الزوجية، تأكد من أنك تعطى و تحب أولاً
يعد ارتباط الزوجة بأهلها من المشكلات الشائعة لدى الشباب المتزوج حديثا، فعليك أولا أن تعرف أن غيرك -وهم كثر- يشاركك نفس المشكلة، ولا يعني هذا تشابه الأسباب، فهي قد تختلف من حالة لأخرى تبعا لمتغيرات عدة، أجد - أخي الحبيب- أن مشكلتك تتلخص في إحساسك بعصيان زوجتك لأوامرك، وتقصيرها في حقوقك، وجعلت من بعض السلوكيات الصادرة منها تأكيدا على مسئوليتها اتجاه ذلك، وقبل مناقشتك في المشكلة عليك أن تجيب مع نفسك على بعض التساؤلات، كيف هي حالتها وأنت تطلب منها حقوقك الزوجية؟ ما الخبرات التي تحملها هي عن معاشرتك لها؟ هل تسعد بذلك؟ هل أنت تركز على إشباع رغبتك دون مراعاتها؟ وكيف وضع زوجتك بين أخواتها؟ هل تشعر بنقص معين أو مستوى أقل؟ ما ظروف أسرتها التي تدفعها لكثرة الذهاب إليهم؟ ما طبيعة العلاقات الوجدانية بينك وبينها؟.
كل هذه متغيرات تعطي مؤشرا على أسباب هذا الوضع لديك، والزوج دائما هو الذي تسلط عليه الأنظار فيما يتعلق بسعادة الزوجة، هذا من جانب، والجانب الأهم ما مستوى البيئة الأسرية التي تعيشها أسرتك - أقصد طبيعة التربية الدينية التي تمارسونها داخل منزلكم-،هل هو خال من المعازف والصور والمجلات الماجنة وغيرها مما يجذب الشيطان للمنزل؟ كيف وضعك الاقتصادي؟ ومدى قدرتك على أداء واجباتك الأسرية؟
عليك - أخي الكريم- بمراجعة إدارتك لشؤون أسرتك، والأسلوب الذي تتبعه في تربيتها وقيادتها، مشكلتك لا تتضجر منها، لا تعتبرها معيقا عن محاولتكم إصلاح شأنكم، ولكن ابدأ بالتهيئة الذاتية من نفسك، ولا تركز على السلبيات ضد المنظار الأكبر للمحاسن والإيجابيات، وتأكد أن تركيزك على السلبيات هو الذي أجج المشكلة لديك، حيث فسرتها بأنها تغيير رجولتك عند عدم قيام الزوجة بواجباتها وتلبية حقوقك، الأسرة لها جناحان أنت أحدهما، والزوجة الجناح الآخر، لا يمكن التحليق بدون أحدهما أو عند كسر فيه.
ضع منظارا وانظر دائما أن إصلاح أي مشكلة أسرية يبدأ بمراجعة الذات أولا، وعندما يتحقق يحق لك حينها تعديل ما تريده من الآخرين، أما قضية إصرارها على أن توصلها لمنزل أهلها فأعتقد أن النظرة السلبية لها جعلك تكبر من حجم الموضوع، فنعرف رجالا يصرون هم على إيصال زوجاتهم، ولا يسمحون للغير حتى من أهلها بإيصالها.
(
 غيرة النساء سلوك طبيعي، لكنه يعد مرضا إذا تجاوز حده، وهو ما أشرت إليه، بالإضافة إلى الانفعال الذي يعتريها، ويجرها إلى عدم السيطرة على نفسها.
من المحتمل أن زوجتك تعاني نوعا من (الشك والريبة) مع شيء من (الصلف)، وهما وصفان يتقاربان في بعض الشخصيات، لا أجزم بهذه الوصف لكن سياق وصفك يوحي بذلك، هناك صفات (قد تجتمع كلها أو بعضها) في (الشخصية المرتابة)، منها: تغليب سوء الظن، والحذر والتوجس، ومحاولة التحليل، والاطلاع على ما في نفوس الآخرين، والحساسية من أي نقد يصدر منهم، وصعوبة اعتراف هذه الشخصية بالخطأ أو الجهل، حفظ المواقف والأقوال التي يمكن أن تشكل إدانة لاحقة لو حدث شجار ما وتطلب استدعاءها، تغليب مشاعر الغلظة والصرامة على الألفة واللطف، نادرا ما يميل صاحب هذه الشخصية إلى المزاح، وغالبا ما يتسم بضعف الإصغاء، ليس بالضرورة كل هذه الصفات تجتمع في الشخصية المرتابة، يكفي أن يوجد ثلاث على الأقل.
هذه النفسية التي تعاني منها زوجتك قد يكون لها تأثير في الحالة العصبية والنفسية العامة التي تسبب اضطرابات جنسية (سواء في الرغبة أو في الممارسة)، وقد لا يوجد لها سبب عضوي عند الفحوص الطبية.
يغلب على ظني أن زوجتك تعاني من الخجل من مسائل الجنس، وترى فيه عيبا (وأحيانا لا تشعر بذلك)، أو أنها سمعت عنه معلومات مغلوطة تتعلق بالألم فتوهمته شيئا مخوفا، زاد الأمر إشكالا الأسلوب الصارم الذي أتوقع زوجتك تتصف به، ومثل هذا يتطلب علاجا عند مختص نفسي، حيث إن هناك جوانب تحتاج إلى تفكيك، وبالتالي تتطلب جلسات يمكنكما بعدها -إن شاء الله- تجاوز المشكلة.
أحيانا، قد تفهم المشكلة على أنها مس أو عين، وهو ما يبدو أنكما تتوقعانه مما استدعى زيارتكما لبعض الرقاة الذين يقرؤون القرآن الكريم، وقراءة القرآن مسلك نافع إن شاء الله، لكنه يبعد أن تكون مشكلة زوجتك متعلقة بالعين أو السحر إذا صح تقديري؛ ولأن المشكلة تتعلق بالتصورات والمخاوف فإنها تتطلب التعليم والإفهام بالطرق العلاجية المناسبة.
أقترح عليك المبادرة إلى طبيبة نفسية ممن عرفت بالحكمة في تخصصها، (أو طبيب إذا تعذرت الطبيبة)، واعرض عليه مشكلة زوجتك سريعا، وامنح نفسك (مهلة) في حدود الأربعة أشهر بعد أول زيارة للطبيبة، فإذا لم ترحب زوجتك بالعلاج أو لم ينفع معها فأقترح عليك الزواج بأخرى؛ طلبا لإعفاف نفسك وسلوكك السبيل المستقيم، فإن تحسنت أحوال زوجتك (وأنا متفائل بتحسنها إذا أعنتها على تعديل سلوكها بشكل عام) وإلا فقد ترى الانفصال عنها، ولعل الله يخلف على كل واحد منكما خيرا من الآخر

אין תגובות:

הוסף רשומת תגובה