יום ראשון, 29 בספטמבר 2013

مهرجان برلين السينمائي الدولي في دورته التاسعة والخمسين : أوربا كما يجب أن تكون -- اعداد اميرة رحال

مهرجان برلين السينمائي الدولي في دورته التاسعة والخمسين:

أوربا كما يجب أن تكون

اعداد اميرة رحال

 

    في مثل هذا الوقت من كل عام، الربع الأول من السنة، تزدحم الروزنامة السينمائية بالعديد من الفعاليات، فبالنسبة للمهرجانات السينمائية الدولية، هناك «صندانس» في أمريكا وبرلين في ألمانيا، وكلاهما يمثل انطلاقة قوية لأفضل أفلام العام العالمية، أفضل الأفلام الوثائقية من «صندانس»، وبعض من الأفلام الجيدة من «برلين». وإنعاشاً لذاكرة القارئ لا بد أن نذكر أهم إنجازات الدورة الماضية لمهرجان «برلين» إذ انطلقت منه أفلام مهمة مثل (Happy-Go-Lucky) و(أغنية العصافير-The Song of Sparrows) و(Ballast) و(Standard Operating Procedure).
افتتح مهرجان برلين السينمائي الدولي فعاليات دورته الحالية (ما بين 5 إلى 51 فبراير الجاري) بفيلم ذي معايير مثالية لما يجب أن تكون عليه أفلام الافتتاح للمهرجانات الدولية، وخاصة برلين. الفيلم بعنوان (The International) دراما وإثارة لأحد أشهر مخرجي ألمانيا المعاصرين «توم تايكوير» وبطولة «ناعومي واتس» و«كليف أوين»، وبهذا يكون «برلين» قد اختار أول أفلام 9002 المترقبة جماهيرياً.
وبالنسبة لأبرز المخرجين الذين سيتنافسون على جائزة «الدب الذهبي» في الدورة الحالية والذين ستعرض أفلامهم داخل المسابقة الرسمية، يبرز لدينا الصيني «كايج شين» صاحب السعفة الذهبية عام 39 بأفضل أفلامه «فارويل ماي كونكيوباين» والذي ينتظر الكثيرون منه عودة قوية خاصة وأن آخر مشاركة مهرجانية له كانت في كان عام 99. يشارك «كايج» بفيلم (ساحرة للأبد-Forever Enthralled) عن أسطورة الصين في عالم الأوبرا «مي لانفانغ».
وبإنتاج جزائري فرنسي بريطاني مشترك يأتي الجزائري «رشيد بوشارب» صاحب «السكان الأصليون» بعودة مترقبة هذا العام بفيلم (نهر لندن-London River) عن الهجمات الإرهابية في لندن عام 5002. وبعد أن كان الإنجليز سعيدين بتألق المخضرم «مايك لي» العام الماضي في المهرجان يأتون هذا العام وآمالهم أكبر بوجود ممثليّن للسينما البريطانية، الأول «ستيفن فريرز» بتعاون مع الكاتب «كريستوفر هامبتون» بفيلم (شيري-Cheri) من بطولة الأمريكية «ميشيل فايفر». والثانية هي المخرجة البريطانية المقلة «سالي بوتر» التي ستشارك بفيلم (غضب-Rage) المليء بأسماء نجوم كبار كجودي دينش وجود لو وستيف بوسيمي

ويأتي من فرنسا أحد أبرز مخرجيها الشباب «فرانك اوزون» بمشاركته الثانية على التوالي بفيلم (ريكي-Ricky)، وتشارك السويد بأحد أبرز الأفلام المنتظرة في المهرجان من قبل النقاد، للسويدي «لوكاس مودايسون» الذي اعتبر عام 99 في برلين أحد المواهب الأوربية البارزة بفيلمه الأشهر (Show Me Love)، وهو يزور برلين هذه المرة بفيلم منتج من قبل مواطنه «لارس فون تراير» بعنوان (ماموث-Mammoth) وبمشاركة الممثل المكسيكي «غيل غارسيا بيرنال» والأمريكية «ميشيل وليامز»، ويطرح الفيلم من خلال تقاطع حكايات عائلة فلبينية وعائلة أمريكية العديد من قضايا العالم المعاصر.
وأخيراً، وكعادة «برلين» في حرصها على وجود اسم واحد على الأقل يمثل المخرجين المخضرمين، يشارك البولندي العريق «اندريه فايدا» (38 عاما) بفيلم (Sweet Rush)، والفرنسي «برتراند تافرنير» بالفيلم الأمريكي (In the Electric Mist) للممثل الأمريكي «تومي لي جونز».
ومن ضمن الأفلام المشاركة في برلين هذا العام خارج المسابقة الرسمية، آخر أفلام اليونانيين العريقين «جوستا غافراس» و«ثيو انغلوبولس»، والفيلم المرتقب كثيراً للأمريكية «ريبيكا ميلر» (ابنة الروائي آرثر ميلر وزوجة الممثل دانييل دي لويس) (The Private Lives of Pippa Lee) بمشاركة كل من «وينونا رايدر» و«جوليان مور» و«مونيكا بيلوتشي» و«كيانو ريفيز».
وبهذا المزيج الرائع من «الكلاسيكية» و«الحداثة»، كما يجب أن تكون «أوربا» عليه الآن، يستمر «برلين» بالمحافظة على صورته كمهرجان سينمائي أوربي خالص، فمن بين ستة وعشرين فيلماً داخل وخارج المسابقة لا يوجد سوى فيلم واحد من الصين وآخر من إيران.

אין תגובות:

הוסף רשומת תגובה